بسم الله الرحمن الرحيم
الذئب و الخروفان
كان الذئب يمر قرب النهر ذات صباح فرأى خروفين ... فقز الذئب قفزة طويلة و أصبح أمامهما .. خاف الخروفان ووقفا بلا حركة ، قال الذئب بصوته الخشن :
" أيها الخروفان السمينان .. و قعتما فى قبضتى ، و أنا جائع جدا و عازما على أكلكما "
أجاب الخروفان :
ما دمت قد عزمت على أكلنا فنحن متأكدان من أنك ستفعل ، و لكن استمع الى ما نود أن نقوله لك ، لنا طلب واحد فقط .
سأل الذئب : ما هو ؟ تكلما بسرعة
قال الخروفان لا تأكلنا نحن الاثنين مرة واحدة ، كل واحد منا اليوم ، و التهم اللآخر غدا
قال الذئب ، و هو يلعق شفتيه بلسانه تلك فكرة رائعة ، أتناول اليوم خروفا سمينا ، سيكون وجبة دسمة تشبعنى و لا شك !
و ستبقى كمية كافية من اللحم ، خروف كامل لأجل الغد أيضا
أنتما على صواب أيها الخروفان ، لكن من منكما الذى سيكون وجبتى اليوم ؟ و من سأتركه للغد ؟
أجاب الخروفان : الأمر بسيط ... سنعمل سباقا بيننا نحن الاثنين ، عليك أيها الذئب أن تنتظرنا عند آخر الطريق المطل على النهر و نحن سنبدأ السباق من تلك الشجرة
سننطلق فى الوقت نفسه و نجرى نحوك ، و أول واحد منا يصل أولا فهو الذى ستتركه للغد ، أما الآخر فهو الذى ستأكله اليوم ، وافق الثعلب و انطلق الخروفان نحو الذئب بأقصى سرعة و هما يسددان قرونهما الكبيرة فى اتجاه الذئب
وصل الخروفان معا فى اللحظة نفسها و بدلا من أن يتوقفا انطلقا نحو الذئب و نطحاه نطحة قوية أطارت الذئب فى الهواء و اسقطته فى ماء النهر
استدارا الخروفان بسرعة و أخذ يجريان حتى وصلا الى القرية سالمين
غاص الذئب فى ماء النهر و سبح حتى بلغ الشاطىء ،
خرج من الماء و هو يتنهد فى حزن :
" ما أغبى هذا الرأس الذى أحمله على كتفى ، رأس ذئب يحتال عليه خروفان "
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق